بعض المؤسسات تتذكر جيوب موظفيها فقط خلال الأزمات. فور شعور إدارة التمويل بضغط مالي، تطرح توصية عاجلة للإدارة بتقليل الإنفاق، والحلاً بسيطًا وجاهزًا (تخفيض رواتب الموظفين، إلغاء بعض المزايا). هنا تكمن المشكلة في حلاً سريعاً “لا يتم دراسته عواقبه”، لأنه بالتأكيد سيؤثر على الإنتاجية ويؤدي إلى ارتفاع معدل تحول الوظائف. بعض المؤسسات تبحث دائما عن حلا سريعًا، والحل الأضعف هو الموظف، بدلاً من إجراء استعراض شامل للعمليات ومحاولة تقليل “الإجراءات غير الضرورية” التي غالبًا ما تكون منخفضة التكلفة ولكن لها تأثير في النهاية. على سبيل المثال، قللت وولمارت من التكاليف بعد اكتشافها أن عملية التعبئة والتغليف للمنتجات كانت أكثر من اللازم لحماية السلع، لذا قلصوا طبقات التعبئة والتغليف لتوفير ملايين الدولارات والمساهمة في حماية البيئة من الفاقد. السؤال الأهم هو: من اكتشف هذه العملية؟ بالتأكيد، إنهم أفراد فعّالون بشكل كبير، لديهم مشعور بالمسؤولية ورؤية حادة، وهؤلاء هم الأشخاص الذين نبحث عنهم في منظماتنا في المملكة العربية السعودية!
التطوير المستمر وتحسين العمليات، مثل استخدام التكنولوجيا الجديدة أو برامج التدريب لتعزيز كفاءة الموظفين، هو واحد من أهم الحلول لتقليل التكاليف، وزيادة تنافسية الشركة، وفتح آفاق لتطوير الأعمال الداخلية والخارجية، بروح الوفرة.
“لماذا يجب على موظف قد خدم شركته لسنوات خلال فترة الازدهار وكان جزءًا من نجاحاتها، أن يدفع الفاتورة لأي أزمة اقتصادية، في حين يتأثر بالتأكيد بالأزمة؟” عندما تقوم الشركة بتخفيض رواتب موظفيها أو تمنحهم إجازات غير مدفوعة فقط للتماشي مع الاتجاه، فإن ذلك يعتبر مهينًا وغير احترافي وغير أخلاقي، ويشير أيضًا إلى ضعف القيادة في المؤسسة لاختيارها لأكثر الحلول بؤسًا وأسهلها!! من الواضح أن بعض الشركات تعاني من أزمة مالية حقيقية، خاصة خلال أزمة كوفيد-19، ولكن من المؤلم أنها لجأت إلى أسهل الحلول منذ الشهر الأول. نقترح أنه إذا كان لديك الفرصة، اسأل صناع القرار إذا كانت إيجارات منازلهم أو التزاماتهم الشهرية توقفت بسبب هذه الأزمة، كيف يمكنهم أن يتوقعوا الولاء من الموظفين لشركتهم وأن يقدموا أفضل ما لديهم عندما يكونون الخط الأمامي للدفاع عن شركتهم خلال الأزمات.
في الأسبوع الماضي، أعلنت شركة أمازون أنها ستدفع 500 مليون دولار في مكافآت لموظفيها في الخطوط الأمامية وشركائها الذين يعملون خلال جائحة كوفيد-19، حيث سيتلقون مكافآت تتراوح بين 150 و 3000 دولار.
في النهاية، أرغب في أن أثني على الشركات التي استفادت من جائحة كوفيد-19 من خلال خلق فرص وإدارة الأزمة، مثل تحسين وزيادة كفاءة الإنتاج وفتح مجالات وفرص جديدة خلال فترة الإغلاق، باستخدام الوسائل الرقمية والتكنولوجية لضمان استمرارية عملياتهم وزيادة أرباحهم. نشكر أيضًا القيادة على ما قامت به مملكتنا الحبيبة لدعم القطاع الخاص خلال أزمة كوفيد-19، ونثني على تلك المؤسسات التي تعتبر الموظف كرأس المال الأهم الذي يمتلكونه وتركز على تمكينهم وزيادة الاستثمار في الأفراد كلياً ونوعياً من أجل تعزيز العدالة والنمو الاقتصادي، لأنه إذا فرغ، تهلك.